Table of Contents
اختار الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، جيمس ديفيد فانس عضو مجلس الشيوخ الأمريكي من أوهايو ومؤلف مذكرات “مرثية ريفية” -الأكثر مبيعاً- ليكون نائباً له في حملته الرئاسية للانتخابات المُزمع إجراؤها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وكانت أنباء ترشحه رفقة ترامب، موضع تكهنات في الأسابيع الأخيرة، خاصة مع بداية المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي استمر أربعة أيام في ميلووكي لإعلان مرشح الحزب لمنصب الرئيس، وظهر جيه دي فانس في الحدث وسط تصفيق مندوبي الحزب، دون أن يدلي بأي تصريحات.
ووصف ترامب، جيه دي فانس بأنه “الأنسب للمنصب” وذلك في إعلان ترشيحه عبر منصته “تروث” للتواصل الاجتماعي قائلاً إن ذلك “جرى بعد مداولات وتفكير مطوّل”.
وكانت عملية اختيار ترامب لمنصب نائب الرئيس طويلة ومضنية، حيث بدأ بقائمة طويلة غير رسمية تضم ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً، فقد قلص خياراته على مدار عام 2024، مع ظهور فانس وبورجوم وروبيو كأشد المتنافسين جدية.
ورفض مايك بنس، الذي شغل منصب نائب الرئيس لترامب مرتين، تأييد رئيسه السابق في انتخابات هذا العام.
ولم يكن الكثير من مستشاري ترامب الأقرب يعرفون حتى يوم الاثنين من سيختاره الرئيس السابق.
فمَن هو جيه دي فانس؟
جيمس فانس هو عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أوهايو، تم انتخابه لمجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2022 وأدى اليمين الدستورية في 3 يناير كانون الثاني 2023.
وُلِد جيمس دونالد بومان في أغسطس 1984 في ميدلتاون، أوهايو، وكان فانس يبلغ من العمر 6 سنوات عندما تنازل عنه والده البيولوجي إلى زوج والدته، والذي قرر تبنيه وتغيير اسمه من جيمس دونالد بومان إلى جيمس ديفيد فانس.
كانت طفولة فانس مضطربة، فلم يترك والده الأسرة فحسب، بل عانت والدته من إدمان المخدرات والكحول، وهو ما وثقه فانس في كتابه.
أمضى فانس معظم وقته خلال نشأته مع أجداده في كنتاكي، وكانت جدته، وهي ديمقراطية “متشددة” تمتلك 19 مسدساً، ذات تأثير كبير على حياته.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، انضم فانس إلى قوات مشاة البحرية الأمريكية، وشارك في الحرب على العراق، قبل أن يحصل على شهادة القانون من جامعة ييل.
زواجه من المحامية أوشا تشيلوكوري
التقى فانس بزوجته، أوشا تشيلوكوري، في جامعة ييل، وتزوجا في عام 2014، وهي محامية وكاتبة لدى رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، وكذلك لدى قاضي المحكمة العليا بريت كافانو عندما كان كافانو قاضياً فيدرالياً.
لدى فانس وتشيلوكوري، وهي أمريكية من أصل هندي، ثلاثة أطفال صغار.
في مجلس الشيوخ
يخدم فانس في لجنة الشؤون المصرفية والإسكان والشؤون الحضرية؛ ولجنة التجارة والعلوم والنقل، واللجنة الاقتصادية المشتركة، واللجنة الخاصة بالشيخوخة.
صعوده السياسي
كان صعود فانس السريع أمراً غير معتاد في السياسة الأميركية، وقد برز بعد عام 2016 عندما كتب “هيلبيلي إليجي/مرثية ريفية”، والذي استكشف فيه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مسقط رأسه.
وانتقد الكتاب ما اعتبره فانس ثقافة تدميرية للذات في المناطق الريفية في أمريكا، وسعى إلى تفسير شعبية ترامب بين الأمريكيين البيض الفقراء.
من الانتقاد إلى الدفاع الشرس عن ترامب
انتقد فانس، ترامب، بشدة قبل وبعد فوزه في انتخابات 2016 ضد المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون، ووصفه بأنه “أحمق” و”هتلر أميركا”.
ولكن مع استعداد فانس للترشح لمجلس الشيوخ الأميركي في ولاية أوهايو في عام 2022، تحوّل إلى واحد من أكثر المدافعين عن الرئيس السابق، حيث دعم ترامب حتى عندما رفض بعض زملائه في مجلس الشيوخ القيام بذلك.
قلل فانس من أهمية هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 في مبنى الكونغرس الأمريكي، وأيد انتقادات ترامب للطريقة التي حاكمت بها وزارة العدل الأمريكية مثيري الشغب في 6 يناير/كانون الثاني، متهماً الوزارة بتجاهل حماية الإجراءات القانونية الواجبة.
خلال الحملة الانتخابية، عمل رجل الأعمال السابق أيضاً كجسر بين شركاء ترامب والمانحين الأثرياء في وادي السيليكون، الذين فتح العديد منهم محافظهم لترامب في هذه الانتخابات.
ولا شك أن ولاءه وفعاليته في الآونة الأخيرة كانا عاملين في قرار ترامب.
ولم يكن فانس راضياً حين سُئل عما إذا كانت هزيمة ترامب في انتخابات 2020 عادلة، وقال إنه على عكس بنس- نائب ترامب-، كان سيحاول عدم المصادقة على نتائج الانتخابات في الكونغرس في 6 يناير 2021، يوم أعمال الشغب في الكابيتول.
مواقفه حول مختلف القضايا
ويتفق فانس بشكل كبير مع الإيديولوجية السياسية للرئيس السابق، ولديهما وجهات نظر مماثلة بشأن التجارة والهجرة والسياسة الخارجية، وكان فانس ينتقد بشكل خاص الدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا.
ووصف الرئيس بايدن في حديثه للصحفيين اختيار فانس بأنه “لا يرى أي فرق بينه والرئيس السابق”، مضيفاً أنه “نسخة طبق الأصل من ترامب تجاه القضايا”.
وتالياً بعض مواقف فانس تجاه القضايا المختلفة التي يهتم بها المجتمع الأمريكي:
– إجهاض
على الرغم من أن فانس قال في عام 2022 إنه سيدعم حظراً وطنياً على عمليات الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل، إلا أنه أشار إلى دعمه رأي ترامب في ترك المسألة للولايات.
“أنا مؤيد للحياة، أريد إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأطفال”، هكذا صرح فانس لبرنامج لقناة سي بي أس نيوزفي مايو/أيار، وأضاف “بالطبع، أعتقد أنه من المعقول القول بأن عمليات الإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل لا ينبغي أن تحدث إلا في حالات استثنائية.”
لكنه فانس يعتقد بأن نهج ترامب يحاول الموازنة في قضية صعبة و”تمكين الشعب الأمريكي من اتخاذ القرار بنفسه”.
أوكرانيا
يعارض فانس المساعدات الأميركية لأوكرانيا، ويجادل في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز في أبريل/نيسان بأن الإدارة تفتقر إلى خطة واضحة تحسم المعركة لصالح أوكرانيا.
وكتب أن أوكرانيا تفتقر إلى القوة البشرية والقوة النارية اللازمة لصد روسيا، وأن الولايات المتحدة لا تملك القدرة التصنيعية اللازمة لتعويض الفارق.
ويعتقد أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين لابد أن يتخلوا عن هدف العودة إلى حدود أوكرانيا في عام 1991، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، للمضي قدماً.
– سلامة القطارات والسكك الحديدية
كان لدى فانس صوتاً مؤثراً فيما يتعلق بملف سلامة السكك الحديدية بعد كارثة القطار التي أثارت مخاوف صحية وبيئية بين سكان إيست بالستاين بولاية أوهايو.
وقد كان فانس واحداً من ستة أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الذين قدموا تشريعاً لسلامة السكك الحديدية في مارس 2023 يهدف إلى منع خروج القطارات عن مسارها في المستقبل.
ما أهمية فانس في “دعم المانحين” و”المعادلة التصويتية” لترامب؟
إن اختيار فانس قد يساعد في تعزيز الإقبال على التصويت لصالح ترامب في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وخاصة في بعض الولايات “الحاسمة”.
يتمتع فانس، بشعبية كبيرة ورسالته مناسبة تماماً للولايات التي تضم أعداداً كبيرة من السكان البيض من الطبقة العاملة والتي عانت من تراجع الصناعة.
ولكن من غير المرجح أن ينجح فانس، في استقطاب العديد من الناخبين الجدد إلى صف ترامب، بل وربما ينفر بعض المعتدلين، فقد دفع بعض أنصار ترامب إلى اختيار امرأة أو شخص من ذوي البشرة الملونة ليكون نائبه لتوسيع تحالف يميل نحو الرجال البيض.
وبالرغم من أن العديد من المانحين قالوا لرويترز إنهم يشعرون بخيبة أمل إزاء الاختيار، فإن مانحاً آخر، وهو رجل الأعمال في مجال النفط دان إيبرهارت، رأى أن الاختيار علامة على ثقة ترامب في حملته ضد الرئيس جو بايدن.
وقال إيبرهارت “هذا يثبت أن ترامب لا يشعر بأنه بحاجة إلى نائبه لإيصال رسالة إلى أي فئة سكانية أو ولاية محددة، إنه واثق من أنه حسم السباق”.
وفي اختياره فانس، تجاوز ترامب منافسين آخرين، بما في ذلك أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ماركو روبيو وتيم سكوت وحاكم ولاية داكوتا الشمالية دوج بورغوم.
لقد أثار خطاب فانس المناهض للشركات ومعارضته للمساعدات المقدمة لأوكرانيا قلق بعض المانحين، وقال أربعة مانحين لرويترز في اللحظات التي أعقبت الاختيار إنهم شعروا بخيبة الأمل، وكان العديد من المساهمين في الحملة يأملون في وجود مرشح صديق للأعمال التجارية من شأنه أن يوسع الخريطة الانتخابية.
وقال رجل الأعمال والمتبرع في مجال المعادن آندي سابين، الذي كان ينتظر اختيار ترامب لمنصب نائب الرئيس لمعرفة ما إذا كان سيتبرع للحملة: “من بين كل الخيارات التي كانت أمامه، أعتقد أنه اختار الأسوأ”.
وقال سابين مستشهدا بموقف فانس بشأن أوكرانيا: “سوف يضر فانس ترامب أكثر مما يساعده. الآن لن أتبرع بالتأكيد”.
وبحسب مصدر مطلع على الأمر بشكل مباشر، فإن بعض كبار مستشاري الحملة على الأقل كانوا متحيزين لروبيو، حيث إنه يتمتع بخبرة سياسية كبيرة وربما ساعد في تعزيز دعم الرئيس السابق بين اللاتينيين.